الحكومة الجديدة والإعلام
عبد الكريم الشيخ
من المؤكد ان سقوط سلطة بكافة مؤسساتها كما حدث في العراق عام في 9-4-2003 وبناء سلطة جديدة وبكافة مؤسساتها على أنقاض مؤسسات اتسمت بالفردية والفساد والشمولية لرجل واحد يتفرد بالقرار يستوجب سقفا زمنيا يطول او يقصر بحسب الافرازات والتهديدات اللاحقة لذلك التغيير …
ومن بديهي القول ان ان هذا السقف الزمني سيكون مناخا خصبا لنمو واتساع نشاط الطفيليين والانتهازيين والوصوليين والمنافقين والمنتفعين و ( اللكلكية ) والمرتشين وسراق المال العام وتجار الحروب مما يتسبب في اتساع مساحات لحالات سيئة تتحول الى ظواهر متعددة يقف في مقدمتها الفساد بكافة اشكاله وسوء استخدام السلطة واستغلال النفوذ وانتهاطات للحقوق والحريات الدستورية وسيادة لغة العنف والتشجيع عليها من المستفيدين من حالات الفوضى والانفلات لتمرير مخططاتهم والايغال في الفساد مما ينعكس سلبا على تلكلؤ اداء الحكومات المحلية والاتحادية وتردي مستوى الخدمات وعدم توفير الا حتياجات الاساسية للمواطن ويقود ذلك كلة الى هشاشة وضعف الثقة والعلاقة بين المواطن و الجهات التنفيذية واجهزة ودوائر الدولة المختلفة وفقدان روح المواطنة والمسؤولية الجماعية من كلا الطرفين واتشاع مفردة ( شعلية ) … وهذا ما تسعى اليه مافيات الخطيئة المتضررة من التغيير . وللاستمرار في جرائم النهب للمال العام وتوسيع وتشوية الوجه الناصع للتجربة الديمقراطية وتوسيع الهوة بين الشعب وقادتة ..
واذا كنا نطالب الاعلامي بشكل خاص التزام الحيادية والمهنية والدقة والشفافية في نقل وعرض وتحليل المعلومة والخبر والحدث او المظلمة والشكاوى بلا رتوش وبلا الوان لاحتمال ان يرضى او يزعل هذا المسؤول اوذاك .. فمن الاجدر بنا الان مطالبته بنقل وعرض الحقائق المتحققة على الارض وبلا رتوش او الوان ايضا لاسيما واننا قد اودعنا ثقتنا وامالنا في ذمة (( الرعاة ) والمنتخبين من قبلنا .. فليس عيبا ولا منقصة ان يقول المرء او الاعلامي .. الحقيقة العارية انتصارا لها وتصويبا لقرارات اصحاب القرار ودعما لمسيرة البناء والاعمار القادمة والتي نحرص ونتمنى ان نتجاوز معا العثرات التي يحاول الاعداء وضعها في طريق مسيرة التنمية و ثقافة بناء الدولة المدنية التي تحترم مواطنيها وتلتزم بما الزمت نفسها به الا وهو (( الدستور )
ونقول اننا في المرحلة القادمة مسؤولون جميعا عن لملمة شتات العراقيين وفرقتهم وتضميد جراحاتهم والتسامح والتعاون والإشارة الى الاخطاء والتقصير بروح المحبة والحرص والتبصير بعيدا عن الاحقاد والخلافات والغايات والتشهير وهذا لايعفينا قطعا عن مهام الرقابة والرصد والتحقق وتسليط الاضواء وإعطاء كل ذي حق حقه .. فالتغاضى او اغفال أي نشاط لهذا المسؤول اوذا ك كائن من يكون او اغماط حقة او انجازات مجافاة للحقيقة خروجا على شرف المهنة وخيانة لها … فاذا جاز لنا ان ننتقد ونسلط الاضواء او نعاتب هذا المسؤول اوذاك هذه المؤسسة او تلك استجابة لحاجات وشكاوى انسانية مجتمعبة نعتقد انها لم تولى الاهتمام اللازم او لم تنصف .. فمن الاجدر بنا بل ومن الشجاعة بمكان ان ان نقول ان ( المسؤول .فلان الفلاني ) (( يشتغل )) فلا عيبا ولا تزلفا ان نقول ان فلان في المجلس او المحافظة يعمل مادمنا نلمس ونرى ونعيش ونسمع التحولات والإعمال التي ينجزها والحرص والاخلاص للشعب والوطن في حركة ذلك المسؤول .. لان المرحلة القادمة تستوجب فرز الاوراق والخنادق والالوان لاسيما وانا مقبلون على تشكيل حكومة جديدة كل مايعنينا فيها ان (( يتفقوا من اجل العراق )
ومادمنا نرى ونلمس ونعيش التحولات التي تحققت في مدينتنا في نواحي الامن وبسط سلطة القانون وغياب المظاهر المسلحة وتحقيق مساحات واسعة من الامن والاستقرار و تمتع الموطنين بهامش كبير من الامن الشخصي والجماعي على امتداد خارطة العراق والمحافظة .. ونرى ان من اولويات الحكومة الجديدة تعزيز الامن وبسط سلطة القانون وتقديم الخدمات العامة ومتابعة شؤون الناس والاستماع الى كافة الاراء والاستفادة من الخبرات الوطنية للتعجيل في تنفيذ المشاريع ومحاصرة الفساد والمفسدين سراق المال العام .. ومتابعة ومحاسبة المقصرين ومغادرة الفئوية والحزبية والمصلحية واحترام وقبول الراي الاخر
ونقول ان المتابعة الميدانية الحيادية والشفافة لفعاليات الدوائر والمؤسسات وتسليط الاضواء عليها واحد من اهم اركان عملية البناء والاعمار والذي يفضي الى الرفاهية والاستقرار . ومتابعة الاحتياجات الانسانية للناس وشكاواهم وتظلماتهم وطرحها بالوسائل المتيسرة امام انظار المسؤول مهمهة وطنية شريفة ينهض بها المخلصون والشرفاء والغياري على هذا الشعب والوطن والمحترمون لمهنتهم.. ونقول ان همة غالبية اعضاء مجلس المحافظة تعاضدها جهود المحافظ واركان المحافظة والزيارات الميدانية والمتابعة التي شهدنا قسما منها للدوائر الحكومية من دون اعلان او انذار مسبق عن لتلك الزيارات خلقت وستخلق حالة (( صحوة )) في كافة دوائر المحافظة وحالة ترقب واستنفار لموظفيها لاسيما ان اقتنع العاملون فيها ان المحافظ واعضاء المجلس جادون في اثابة المجتهد ومعاقبة المقصر وستنعكس ايجابا على علاقة المواطن بالمؤسسات ..
ونقول ان العمل المقرون بالحكمة والتسامح والصبر والايضاح من اجل الاصلاح دليل المخلصين الشرفاء الساعين لبناء دولة المواطنة والانسان